(١) وهذا الاستدلال فيه نظر، قال النحاس: ولو كان كما قال لكان (في مساكنها). انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٨٣. (٢) ما بين القوسين مثبت من (م). (٣) (في مساكنهم) قراءة العامة على الجمع، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم؛ لأن لهم مساكن كثيرة وليس بمسكن واحد. وقرأ إبراهيم وحمزة وحفص (مسكنهم) موحدا، إلَّا أنَّهم فتحوا الكاف. وقرأ يحيى والأعمش والكسائي موحدا كذلك، إلَّا أنَّهم كسروا الكاف. قال النحاس: والساكن في هذا أبين؛ لأنه يجمع اللفظ والمعنى، فإذا قلت: (مسكنهم) كان فيه تقديران: أحدهما: أن يكون واحد يؤدي عن الجمع. والأخر: أن يكون مصدرًا لا يثنى ولا يجمع؛ كما قال الله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ} [البقرة: ٧] فجاء بالسمع موحدا. وكذا {مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر: ٥٥] و (مسكن) مثل مسجد، خارج عن القياس، ولا يوجد مثله إلَّا سماعًا. والصواب من القول في ذلك عندنا: أن كلّ ذلك قراءات متقاربات المعنى، فبأيّ ذلك قرأ القارئ فمصيب. =