للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى ذلك بهم فقال (١): {وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} بالكفر والبطر والطغيان والعصيان (٢). {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} عظة وعبرة يتمثل بهم. {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} قال الشعبي: أما غسان فلحقوا بالشَّام، وأما الْأَنصار فلحقوا بيثرب، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة، وأما الأزد فلحقوا بعمان (٣).

وقال ابن إسحاق: يزعمون أن عمران بن عامر (٤) وهو عم القوم كان كاهنًا فرأى في كهانته أن قومًا (٥) سيُمزقون وُيباعد بين أسفارهم فقال لهم: إنِّي قد علمت أنكم ستُمزقون (٦)، فمن كان منكم ذا هَمٍّ


= ربنا باعد و (بَعّدْ) لأنهما القراءاتان المعروفتان في قراءة الأمصار وما عداهما فغير معروف فيهم على أن التأويل من أهل التأويل أَيضًا يحقّق قراءة من قرأه على وجه الدعاء والمسألة، وذلك أَيضًا مما يزيد القراءة الأخرى بُعدا من الصواب.
(١) في (م): فقالوا.
(٢) سقطت من (م).
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٦، عن الشعبي.
عمان: بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون بلدة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية، وهم لا يخفون ذلك.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ١٥٠.
(٤) قال ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" ١٣/ ٧٨: وجدت في كتاب التيجان لابن هشام أن عمران بن عامر كان ملكًا متوجا، وكان كاهنا معمرًا، وأنه قال لأخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا لما حضرته الوفاة: إن بلادكم ستخرب، وإن لله في أهل اليمن سخطتين ورحمتين، فالسخطة الأولى هدم سد مأرب وتخرب البلاد بسببه.
(٥) في (م): قومه.
(٦) في (م): متمزقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>