للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* وقال بعضهم: إنما يفزعون حذرًا من قيام الساعة.

قال الكلبي: كان بين عيسى ومحمَّد عليهما السلام فترة زمان طويل لا يجري فيها الرسل خمسمائة وخمسين عامًا، فلما بعث الله محمدًا كلم الله جبريل بالرسالة إِلَى محمَّد، فلما سمعت الملائكة الصوت ظنوا أنها الساعة قد قامت فصعقوا مما (١) سمعوا، فلما انحدر جبريل جعل يمر بكل أهل سماء فيكشف عنهم فيرفعون رؤوسهم، فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ ، فلم يدروا (٢) ما كان، ولكنهم قالوا: قال: الحق وهو العلي الكبير.

وذلك أن محمدًا عند أهل السماوات من أشراط الساعة، فلما بعثه الله تعالى فزع أهل السماوات لا يشكون إلَّا أنها الساعة.

وقال (٣) الضحاك: إن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إِلَى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب فانحدروا فسمع لهم صوت شديد، فيحسب الذين هم أسفل منهم من الملائكة أنَّهم من أمر الساعة، فيخرون سجدًا ويصعقون حتَّى يعلموا أنَّه ليس من أمر الساعة (٤).


(١) في (م): بما.
(٢) في (م): يدرون.
(٣) في (م): روى.
(٤) وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنه -، وقتادة، أنهما فسرا هذِه الآية بابتداء إيحاء الله تعالى إِلَى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بعد الفترة التي كانت بينه وبين عيسى عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن هذا أولى ما دخل في هذِه الآية. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>