للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الميراث لأنه (تأخر عن) (١) الميت.

ومعناه: أخرنا القرآن عن الأمم السالفة وأعطيناكموه وأهلناكم له، وقال عنترة:

وأورثت سيفي عن حصين بن معقل ... إلى جده إني لثأري طالب (٢)

أي: أخرت.

وفي هذا كرامة لأمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال لهم: وأورثنا، وقال لسائر الأمم: {وَرِثُوا} (٣) الآية يعني القرآن الذين اصطفينا من عبادنا وهم أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.

ثم قسمهم ثلاث طبقات، ورتبهم على (٤) ثلاث درجات فقال تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} قيّد اللفظ وعلق الظلم بالنفس، فلذلك (٥) ساغ أن يكون من أهل الاصطفاء مع ظلمه.

فإن قيل: ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق؟ ، وإنما يقدم الأفضل؟ .

فالجواب عنه أن نقول: إنما أخر السابق ليكون أقرب إلى الجنات


(١) في (م): أخر من.
(٢) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ١٩٩ - ٢٠١، ١/ ٤٢٦ - ٤٢٧.
(٣) في (م): أورثوا الكتاب.
(٤) سقطت من (م).
(٥) في (م): فكذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>