للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثواب، كما قدم الصوامع والبيع والصلوات في سورة الحج (١) على المساجد التي هي أفضل بقاع الأرض، ليكون الصوامع أقرب إلى الهدم والخراب، وتكون المساجد أقرب إلى ذكر الله تعالى.

ومنهم من قال: إنما فعل ذلك؛ لأن الملوك إذا أرادوا الجمع بين أشياء بالذكر قدَّموا الأدنى على الأفضل كقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢)، وقال: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} (٣)، وقال: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} (٤) وقال: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} (٥).

وقيل: قدم الظالم لئلا ييأس من رحمته، وأخر السابق لئلا يعجب بعلمه.

وقال جعفر الصادق: بدأ بالظالمين إخبارًا أنه لا يتقرب إليه إلا بصرف كرمه، وأن الظلم (٦) لا يؤثر في الاصطفائية (٧)، ثم ثنَّى


(١) يعني قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} الآية: ٤٠. وفي (م): على المساجد في سورة الحج. لم أقف على أصحاب هذِه الأقوال بعد النظر في التفاسير المطبوعة والله أعلم.
(٢) الأنعام: ١٦٥.
(٣) الحج: ٦١.
(٤) الشورى: ٤٩.
(٥) الملك: ٢.
(٦) في (م): الظالم.
(٧) في (م): اصطفائية.

<<  <  ج: ص:  >  >>