للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين؛ لئلا يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة بحرمة كلمة الإخلاص.

وقال بعضهم: قدَّم الظالم؛ لأنه لم يكن له شيء يتكل عليه إلا رحمة الله، فاعتمد الله واتَّكل على رحمته، واتَّكل المقتصد على حسن ظنه بربه، واتَّكل السابق على حسناته وطاعاته.

وقال محمَّد بن علي الترمذي: جمعهم في الاصطفاء إزالة للعلل عن العطاء؛ لأن الاصطفاء أوجب الإرث، لا الإرث أوجب الاصطفاء، لذلك قيل: صحيح (١) النسبة ثم أطمع في الميراث.

وقال أبو بكر الوراق الترمذي: إنما رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس (٢)، لأن أحوال العبد ثلاث: معصية وغفلة، ثم توبة، ثم قربة، فإذا عصى دخل في حيز الظالمين, وإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، وإذا صححت (٣) التوبة، وكثرت (٤) العبادة والمجاهدة اتصل بالله ودخل في عداد السابقين (٥).


(١) في (م): صحح.
(٢) في (م): التأييد.
(٣) في (م): صحت.
(٤) في (م): وأكثرت.
(٥) وقيل: إن التقديم في الذكر لا يقتضي تشريفًا، كقوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} ولقد أحسن من قال:
وغاية هذا الجود أنت وإنما ... يوافى إلى الغايات في آخر الأمر
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>