وقال أيضًا في ٢/ ١٥: "أعمار أمتي": أمة الدعوة لا أمة الإجابة كما هو بين ولكل مقام مقال، "ما بين الستين" من السنين "إلى السبعين" أي: ما بين الستين والسبعين، وإنما عبر بـ (إلى) التي للانتهاء، ولم يقل والسبعين الذي هي حق التعبير ليبين أنها لا تدخل إلا على متعدد، لأن التقدير ما بين الستين وفوقها إلى السبعين فإلى غاية الفوقية لدلالة الكلام عليه، وقال بعضهم: معناه آخر عمر أمتي ابتداؤه إذا بلغ ستين وانتهاؤه سبعين، (وأقلهم من يجوز ذلك) قال الطيبي: هذا محمول على الغالب بدليل شهادة الحال، فإن منهم من لم يبلغ ستين، قال بعض الحكماء: الأسنان أربعة: سن الطفولية، ثم الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة وهي آخر الأسنان، وغالب ما تكون بين الستين والسبعين فحينئذ يظهر بالنقص ضعف القوة والانحطاط، فينبغى له الإقبال على الآخرة لاستحالة رجوعه للحالة الأولى من القوة والنشاط. (١) في (م): منايا أمتي. (٢) رواه أبو يعلى في "المسند" ١١/ ٤٢٢ (٦٥٤٣)، وهو ضعيف. والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" ١١٣٩، ٢/ ١٥٧، العجلوني في "كشف الخفاء" ١/ ١٦٣. وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٥٨٨١). ومعترك المنايا: جمع منية من منى الله عليك خيرًا قدر، أي: منايا هذِه الأمة التي هي آخر الأمم، ومعتركها ملابسة شدائدها، والمعترك موضع الاعتراك للحرب. ومعترك المنايا ما بين الستين والسبعين، فمن جاوز السبعين كان من الأقلين. قال الحكيم: هذا من جملة رحمة الله على هذِه الأمة، وعطفه عليهم، أخرهم في الأصلاب حتى أخرجهم إلى الأرحام بعد نفاذ الدنيا، ثم قصر أعمارهم لئلا =