للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} أي: الرسول (١). وقال زيد بن علي (٢): القرآن.

وقال عكرمة وسفيان بن عيينة ووكيع والحسين بن الفضل العيني: الشيب.

وفيه قيل:

رأيت الشيب من نُذر المنايا ... وحسبك بالمشيبة من نذير (٣)


= يلتبسوا بالدنيا إلا قليلًا ولا يتندسوا، فإن القرون الماضية كانت أعمارهم وأجسادهم على الضعف منا، كان أحدهم يعمر ألف سنة وجسمه ثمانون باعًا، فيتناولون الدنيا بمثل هذِه الصفة على مثل تلك الأجساد وفي مثل تلك الأعمار، فأشروا وبطروا واستكبروا فصب الله عليهم سوط عذاب {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)} فلم يزل الخلق ينقصون خلقاً ورزقًا وأجلاً إلى أن صارت هذِه الأمة آخر الأمم، يأخذون أرزاقاً قليلة بأبدان ضعيفة في مدة قصيرة، كيلا يبطروا فذلك رحمة بهم.
انظر: "فيض القدير" للمناوي ٢/ ١٥، ٩١، ٥/ ٦٦٩.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٤٢، عن ابن زيد وهذا هو الأولى لقوله تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦)}، وقوله: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} أي: قد بينا لكم الحق على ألسنة الرسل فأبيتم وخالفتم، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، وقال: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا} وهو اختيار الطبري، وابن كثير وغيرهما. انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٣٣٦.
(٢) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، أبو الحسين المدني، أخو محمد، وعبد الله، وعمر، وعلى، والحسين، ثقة.
(٣) في (م): رأيت الشيب من نذر المنايا لصاحبه وحسبك من نذير.
الشيب والمشيب واحد وبابه باع، قال الأصمعي: الشيب: بياض الشعر، =

<<  <  ج: ص:  >  >>