للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} يعني: رسل عيسى - عليه السلام - (١).

قالت العلماء بأخبار الأنبياء:

بعث عيسى - عليه السلام - رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية، فلما قربا من المدينة رأيا (٢) شيخاً يرعى غنيمات له -وهو حبيب صاحب يس- فسلما عليه فقال الشيخ لهما: من أنتما؟ ، قالا: رسولاً عيسى يدعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، قال: أمعكما آية؟ ، قالا: نعم: نحن نشفي المريض، ونبرئ الأكمه والأبرص (٣) بإذن الله، فقال الشيخ: إن لي ابنا مريضًا صاحب فراش منذ سنين،


(١) هذا هو القول الذي ذكر عن أغلب المفسرين المتأخرين، وفيه نظر لأن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله -عز وجل-، لا من جهة المسيح - عليه السلام -كما قال تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (١٥) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧)} ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح - عليه السلام -. والله تعالى أعلم، ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ٣٥٧.
(٢) في (م): أتيا.
(٣) الكَمَه في التفسير: العَمَى الذي يُولَد به الإنسانُ. كَمِهَ بَصَرُهُ، بالكسر، كَمَهًا وهو أَكْمَه إِذا اعترته ظلمة تطمس عليه. وفي الحديث: (فإنهما يكمهان الأبصار)، والأكمه: الذي يولد أعمى. وفي التنزيل العزيز: {وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ}. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٥٣٦ (كمه).
والبرص: داء معروف، نسأل الله العافية منه ومن كل داء، وهو بياض يقع في الجسد.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>