للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالا: فانطلق بنا إلى منزلك لنتطلع (١) حاله. فأتى بهما إلى منزله فمسحا ابنه فقام في الوقت بإذن الله صحيحًا، ففشا (٢) الخبر في المدينة، وشفى الله على يديهما كثيراً من المرضى، وكان لهم ملك يقال سلاحن، قال وهب: اسمه انطيخس، وكان من ملوك الروم يعبد الأصنام، قالوا: فانتهى (٣) الخبر إليه فدعاهما فقال لهما: من أنتما؟ ، قالا: رسولاً عيسى، قال: وما آيتكما؟ ، قالا: نبرئ الأكمه والأبرص ونشفي المرضى بإذن الله، قال: وفيما جئتما؟ ، قالا: جئناك ندعوك من عبادة ما لا يسمع ولا يبصر إلى عبادة من يسمع ويبصر، فقال الملك: ولنا إله سوى آلهتنا؟ ! ، قالا: نعم، مَنْ أوجدك وآلهتك، قال: قوما حتى انظر في أمركما، فتتبعهما الناس فأخذوهما وضربوهما في السوق (٤).

وقال وهب بن منبه: بحث عيسى هذين الرسولين إلى إنطاكية فأتياها فلم يصلا إلى ملكها، وطالت مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبَّرا وذكرا الله، فغضب الملك وأمر بهما فأخذا وحبسا وجلد كل واحد منهما مائة جلدة، قالوا: فلما كُذِّب الرسولان وضُربا بعث عيسى رأسَ الحواريين شمعون الصفا على أثرهما


(١) في (م): نتطلع.
(٢) فشا الخبر: ذاع وانتشر، وبابه سما.
انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٢١١).
(٣) في (م): فأنهى.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٥٦، عن وهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>