مزدكي فقُتل وأخذت جنينته غصبًا، فغضب الله عز وجل عليهم للعبد الصالح فلما قدم الملك من سفره أخبرته الخبر، فقال لها: ما أصبت ولا وُفِّقتِ ولا أرانا نفلح بعده أبدًا وإن كنا عن جنينته لأغنياء قد كنّا نتنزه فيها، قد جاورنا وتحرّم بنا منذ طويل زمانِ فأحسنَّا جواره وكففنا عنه الأذى لوجوب حقه علينا فختمت أمره بأسوأ الجوار، وما حملكِ على اجترائك عليه إلّا سفهك وسوء رأيك وقلة تفكيركِ في العواقب. فقالت: إنما غضبتُ لك وحكمتُ بحكمك، فقال لها: أو ما كان يسعك حلمك ويحدوك عظيم خطرك على العفو عن رجل واحد فتحفظين له جواره، قالت: قد كان ما كان.
فبعث الله عز وجل إلياس عليه السلام إلى أجب الملك وقومه وأمره أن يخبرهم أن الله تعالى قد غضب لوليّه حين قتلوه بين أظْهُرِهم ظلمًا، وآلى على نفسه أنهما إن لم يتوبا عن صنيعهما ولم يرّدا الجنينة على ورثة مزدكي أن يهلكهما، يعني: أجب وامرأته في جوف الجنينة آيس ما يكونان بسفك دميهما ثم يدعهما جيفتين ملقاتين فيهما تتعرى عظامهما عن لحومهما ولا يتمتعان بها إلا قليلًا.
قال: فجاء إلياس عليه السلام وأخبره بما أوحى الله عز وجل إليه في أمره وأمر امرأته والجنينة، فلما سمع الملِكُ ذلك اشتد غضبه عليه ثم قال له: يا إلياس، والله ما أرى ما تدعو إليه إلا باطلًا، والله ما أرى فلانًا وفلانًا يُسَمِّى ملوكًا منهم قد عبدوا الأوثان على مثل ما نحن عليه يأكلون ويشربون ويتمتعون مُملَّكِين ما ينقص من دنياهم أمرهم الذي تزعم