للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه باطل، وما نرى لهم علينا من فضل.

قال: وهمَّ الملك بتعذيب إلياس عليه السلام وقَتْلِه، فلما سمع إلياس عليه السلام بذلك وأحسّ بالشر رفضه وخرج عنه فلحق بِشَواهِقِ الجبال وعاد الملك إلى عبادة بعلٍ، وارتقى إلياس عليه السلام أصعب جبل وأشْمَخَه فدخل مغارةً فيه، فيقال إنه بقي فيه سبع سنين شريدًا طريدًا جائعًا يأوي إلى الشعاف والكهوف يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر، وهُمْ في طلبه قد وضعوا عليه العيون يتوكَّفون (١) أخباره ويجتهدون في أخذه والله عز وجل يستُر، ويدفع عنه فلما تمَّ سبع سنين أذن الله تعالى في إظهاره عليهم وشفا غيظه منهم، فأمرض الله عز وجل ابنا لأجبّ وكان أحبّ ولده إليه وأعزّهم عليه وأشبههم به فأُدْنِفَ (٢) حتى يئس منه فدعا صنمه بعلًا وكانوا قد فُتِنوا ببعْل وعظّموه حتى جعلوا له أربعمائة سادن فوكلوهم به وجعلوهم أنبياءه (٣) فكان الشيطان يدخل في جوف الصنم فيتكلم بأنواع الكلام والأربعمائة يصغون بآذانهم إلى ما يقول الشيطان ويوسوس إليهم الشيطان بشريعةٍ من الضلال فيثبتونها للناس فيعملون بها ويسمونهم الأنبياء، فلما اشتد مرض ابن الملِك طلب إليهم الملك أن يشفعوا


(١) يتوكَّفون: أي يتتبعون أخباره ويسألون عنها وينتظرونها. "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٣٦٤ (وكف).
(٢) الدّنَفُ: المرض اللازم المخامر، يقال رجل دنِفٌ: أي براه المرض حتى أشفى على الموت. "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٠٧ (دنف).
(٣) أي: ينبؤن ويخبرون عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>