للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وراءكم فاسمعوا أيُّها القوم رسالة ربكم لتبلّغوا صاحبكم فارجعوا إليه وقولوا: إن الله عز وجل يقول: ألست تعلم يا أجبَّ أني أنا الله لا إله إلا أنا إله بني إسرائيل الذي خلقهم ورزقهم وأحياهم وأماتهم. أفجهلك وقلة علمك حملك على أن تشرك بي فتطلب الشفاء لابنك من غيري ممن لا يملكون لأنفسهم شيئًا إلّا ما شئتُ. إني حلفت باسمي لأغيظنّك في ابنك ولأُميتنَّه في فوره هذا حتى يُعلم أن أحدًا لا يملك له شيئًا دوني. فلما قال لهم ذلك رجعوا وقد مُلئوا منه رعبًا، فلما صاروا إلى الملِك قالوا له ذلك وأخبروه بأن إلياس انحط عليهم وهو رجل نحيف طوال قد قَشِفَ (١) وقحل (٢) وتمعط (٣) شعره وتقشر جلده، عليه جبة من شعر وعباءة قد خللها على صدره بخلال، فاستوقفنا فلما صار معنا قُذفت له في قلوبنا الهيبة والرعب وانقطعت ألسنتنا ونحن في هذا العدد الكبير وهو واحد فلم نقدر على أن نكلمه ونراجعه ونملأ أعيننا منه حتى رجعنا إليك وقصوا عليه كلام إلياس عليه السلام فقال أجب: لا ننتفع بالحياة ما كان إلياس حيًّا. ما الذي منعكم أن تبطشوا به حين لقيتموه وتوثقوه وتأتوني به وأنتم تعلمون أنه طلبي وعدوّي. قالوا: قد أخبرناك ما الذي منعنا منه ومن


(١) قَشِفَ الرجل، أي: لم يتعهد النظافة، وأصل القَشْفِ خشونة العيش. "المصباح المنير" للرازي ٢/ ٥٠٣.
(٢) قَحَلَ الرجل: أي جف جِلْدُه. "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٥٥٢ (قحل).
(٣) تَمَعَّطَ شعره أي سقط. "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٤٠٥ (معط).

<<  <  ج: ص:  >  >>