للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له: ما الخبر؟ فقال المؤمن: بعثني إليك هذا الجبار الطاغيّةُ وقومُه، ثم قص عليه ما قالوا ثم قال له: وإني لخائف إن رجعتُ ولستَ معي أن يقتلني فمُرْني بما شئت أفعله وآتيه إليه، وإن شئت انقطعت إليك فكنت معك وتركته، وإن شئت جاهدتُه معك وإن شئت تُرسلني إليه بما تحِب فأبلغه رسالتك ,وإن شئتَ دعوتَ ربك فجعل لنا من أمرنا فرجًا ومخرجًا.

قال: فأوحى الله عز وجل إلى إلياس عليه السلام أن كل شيء جاءك عنهم مكر وكذب ليظفروا بك وإن أجبّ إن أخبَرته رسلُه أنك قد لقيت هذا الرجل ولم يأت بك إليه اتّهمه وعرف أنه قد داهن في أمرك فلم يؤمن أن يقتله فانطلِق معه فإن انطلاقك معه عذرُه وبراءته عند أجب، وإني سأشغل عنكما أجب وأضاعف على ابنه البلاءَ حتى لا يكون له هم غيره، ثم أمته على سوء حال، فإذا مات هو فارجع عنه ولا تُقم.

قال: فانطلق معهم حتى قدّموا على أجب فلما قدموا عليه شدد الله عز وجل الوجع على ابنه وأخذ الموت يكظمه فشغل الله تعالى بذلك أجب وأصحابه عن إلياس.

ورجع إلياسُ عليه السلام سالمًا إلى مكانه فلما مات ابن أجبَ وفرغوا من أمره وقل جزعه انتبه لإلياس عليه السلام وسأل عنه الكاتب الذي جاء به، فقال: ليس لي به علم وذلك أنه شغلني عنه موت ابنك والجزع عليه ولم أكن أحسبك إلا وقد استوثقت منه، فأضرب عنه أجب وتركه لما كان فيه من الحزن على ابنه، فلما طال الأمر على إلياس عليه السلام ملّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>