للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويبكي معه الجبال والحجارة والدّواب والطير حتى تسيل أودية من بكائه، ثم يجيء إلى الساحل فيرفع صوته بالمزامير فيبكي وتبكي معه الحيتان ودواب البحر والسباع وطير الماء، فإذا أمسى رجع، فإذا كان يوم نوحه على نفسه نادى مناديه أن اليوم يوم نوح داود على نفسه فليحضر من يساعده، قال فيدخل الدار التي فيها المحاريب فيُبسط له فرش من مُسُوح حشوها ليف، فيجلس عليها وتجيء الرهبان أربعة آلاف راهب عليهم البرانس (١) فيجلسون وفي أيديهم العِصِيّ فيجلسون في تلك المحاريب ثم يرفع داود عليه السلام صوته بالبكاء والنوح على نفسه، ويرفع الرهبان معه أصواتهم فلا يزال يبكي حتى يغرق الفراش في دموعه ويقع داود عليه السلام فيها مثل الفرخ يضطرب فيجيء ابنه سليمان عليه السلام فيحمله فيأخذ داود عليه السلام من تلك الدموع بكفيه ثم يمسح بها وجهه ويقول يا رب اغفر ما ترى، فلو عُدِل بكاء داود عليه السلام ببكاء أهل الدنيا لعدله (٢).


(١) البرانس: جمع بُرْنُس وهو كل ثوب رأسه منه ملتزق به. "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢٦ (برنس).
(٢) [٢٤٤٩] الحكم على الإسناد:
ضعيف جدًا فيه إسحاق بن بشر، ومقاتل، متهمان بالكذب، وفيه أيضًا أبو إلياس، ضعيف.
التخريج:
قلت: وهذا الأثر مأخوذ من أهل الكتاب، وقد عرف ابن منبه بالأخذ عنهم، وفي الأثر ما يستغرب جدًا والعلم عند الله.
قوله: (لو عدل بكاء داود .... ) إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>