للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُهبط إلى الأرض (١).

ويُروى أن داود عليه السلام إذا قرأ الزبور بعد الخطيئة لا يقفُ له الماء ولا تُصغي إليه البهائم والوحوش والطيور كما كان قبلها ونقصت نعمته، فقال: إلهي ما هذا؛ فأوحى الله تعالى إليه: يا داود إن الخطيئة هي التي غيّرت صوتك وحالك. فقال: إلهي أو ليس قد غفرتها؟ فقال: نعم، قد غفرتها ولكن ارتفعت الحالة التي كانت بيني وبينك من الوُدّ والقربة فلن تدركها أبدًا (٢). فذلك قوله عَز وَجلّ {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.

وقال الحسين بن الفضل: سألني عبد الله بن طاهر (٣) وهو الوالي عن قول الله عَز وَجلّ: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} هل يقال للراكع: خرَّ؟ قلتُ: لا. قال: فما معنى الآية؟ قلت: معناه فخرّ بعد أن كان راكعًا، أي: سجد (٤).


(١) ذكره الإمام أحمد في "الزهد" (ص ٤٧) وابن أبي عاصم في "الزهد" أيضًا (ص ٤٧).
(٢) أورده الغزالي في "إحياء علوم الدين" ٤/ ٢٨١ قلت: مثل هذِه الأخبار والتي ليس لها سند ينبغي الكف عنها، والعلم عند الله.
(٣) عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق أبو العباس الخزاعي كان أمير المؤمنين المأمون ولاه الشام حربًا وخراجًا ثم ولاه المأمون إمارة خراسان، كان أحد الأجواد الممدحين والسمحاء المذكورين.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٨٣.
قال ابن قدامة في "المغنى" ١/ ٣٦٢: ولا يقال للراكع خَرَّ وإنما روي عن داود عليه السلام السجود لا الركوع، إلا أنه عبر عنه بالركوع اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>