كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣٨ - سورة ص - ٣١ - ج: 22 - ص: 527

وعقرت بالسيف وقربها لله سبحانه وتعالى وبقي (١) منها مائة فرس، فما بقي في أيدي الناس اليوم من الخيل فهو من نسل تلك المائة (٢).

قال الحسن: فلما عقر الخيل أبدله الله عَز وَجلّ مكانها خيرًا منها، وأسرَعَ الريحَ تجري بأمره كيف يشاء، فكان يغدو إِيليَاء (٣) فَيَقِيْلُ بقديرا (٤) أرض بإصطخر (٥) ويروح من قديرا فيبيت بكابل (٦).

وقال ابن عباس: سألت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن هذِه الآية فقال: ما بلغك في هذا يا ابن عباس. فقلت له: سمعت كعب الأحبار يقول: إن سليمان عليه السلام اشتغل ذات يوم بعرض الأفراس والنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب، فقال لما فاتت الصلاة: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ}، يعني: الأفراس، وكانت أربعة عشر فردوها عليه، فأمر بضرب سوقها وأعناقها

---

(١) سقطت من (م).
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٩٥، وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٩٤.
(٣) اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله. "معجم ما استعجم" للبكري ١/ ٢١٧ (إيلياء).
(٤) قديرا. لم أجد لها ذكرًا في المراجع. والعلم عند الله.
(٥) بلدة بفارس، وهي من أعيان حصون فارس ومُدُنها. انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٢١١ (إصطخر).
(٦) كابل: ولاية ذات مروج كبيرة بين هند وغزنة.
قلت: وهي الآن عاصمة أفغانستان. "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٤٢٦ (كابل)، وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١٤/ ٣٠.