للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هوى امرأةٍ، فقال: في داري! قال: في دارك. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عرفتُ أنك ما قلت الذي قلتَ إلا عن شيء بلغك، ثم رجع سليمان عليه السلام إلى داره وكسر ذلك الصنم وعاقب تلك المرأة وولائدها ثم أمر بثياب الطُّهرة فأتيَ بها ثياب لا يغزلها إلا الأبكار ولم تسمها امرأة ذات دم (١)، فلبسها ثم خرج إلى فلاة من الأرض وحده فأمر برماد ففرش له (٢)، ثم أقبل تائبًا إلى الله عَز وَجلّ حتى جلس على ذلك الرماد وتمحك فيه بثيابه تذللًا لله عَز وَجلّ وتضرعًا إليه، يبكي ويدعو ويستغفر بما كان في داره ويقول فيما يقول: رب ماذا ببلائك عند آل داود أن يعبدوا غيرك وأن يقروا في دورهم وأهاليهم (٣) عبادة (٤) غيرك فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى ثم رجع إلى دراه وكانت أم ولد له يقال لها: الأمينة (٥) كان إذا دخل مذهبه وأراد إصابة امرأة من نسائه وضع خاتمه عندها حتى يتطهر وكان لا يلمس خاتمه إلا وهو طاهر وكان ملكه في خاتمه، فوضعه يومًا من تلك (٦) الأيام عندها كما كان يضعه ثم دخل مذهبه، وأتاها الشيطان


(١) في جميع النسخ (امرأة ذات الدم) بتعريف الدم، والصواب التنكير للإضافة، والعلم عند الله.
(٢) في (م): (لها) والتصويب من (أ).
(٣) في (ب): وأوطانهم.
(٤) سقط من (م).
(٥) في (أ): (أمينة).
(٦) من (أ)، (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>