للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن تقضي له إذا جاءك، فقال: نعم، ولم يفعل فابتُلي بقوله، فأعطاها خاتمه ودخل المخرج، فخرج الشيطان في صورته فقال لها: هاتي الخاتم فأعطته فجاء حتى جلس على مجلس سليمان عليه السلام، وخرج سليمان بعدُ فسألها أن تعطيه خاتمه فقالت: ألم تأخذه قبل! قال: لا، وخرج مكانه تائهًا ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يومًا فأنكر الناس حكمه واجتمع قراء بني إسرائيل وعلماؤهم فجاءوا حتى دخلوا على نسائه فقالوا: إنا قد أنكرنا هذا فإن كان سليمان فقد ذهب عقله وأنكرنا أحكامه، فبكى النساء عند ذلك، قال: فأقبلوا يمشون حتى أتوه فأحدقوا به ثم نشروا التوراة فقرأوها فلما قرأوا التوراة طار من بين أيديهم حتى وقع على شرفة والخاتم معه ثم طار حتى ذهب إلى البحر فوقع الخاتم منه في البحر فابتلعه حوت، قال: وأقبل سليمان عليه السلام في حاله (١) التي كان فيها حتى انتهى إلى صيادي البحر وهو جائع وقد اشتد جوعه فاستطعم من صيدهم وقال: إني أنا سليمان فقام إليه بعضهم فضربه بعصًا فشجّه، قال: فجعل يغسل دمه وهو على شاطئ البحر، فلام الصيادون صاحبهم الذي ضربه، وقالوا: بئس ما صنعت حيث ضربته، فقال: إنه زعم أنه سليمان فأعطوه سمكتين مما قد مَذِرَ (٢)، عندهم، فلم


(١) في (أ): حالته.
(٢) مَذِر: أي فسد، ومنه مَذِرت البيضة إذا فسدت.
"لسان العرب" لابن منظور ٥/ ١٦٤ (مذر).

<<  <  ج: ص:  >  >>