للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شغله ما كان له من الضرب، حتى قام إلى شط البحر فشق بطونها (١) وجعل يغسلها فوجد خاتمه في بطن إحداهما (٢) فأخذه فلبسه فرد الله عليه ملكه وبهاءَه، وجاءت الطير حتى حافت عليه فعرف القوم أنه سليمان فقاموا يعتذرون مما صنعوا فقال: ما أحمدكم على عذركم ولا ألومكم على ما كان منكم، هذا أمر لابد منه ثم جاء حتى أتى ملكه وأمر حتى أُتي بالشيطان الذي أخذ خاتمه وجعله في صندوق، ثم أطبق عليه وأقفل عليه بقفل وختم عليه بخاتمه، ثم (أُمر به) (٣) فألقي في البحر وهو حيٌّ كذلك حتى الساعة (٤).

وفي بعض الروايات (٥) أن سليمان عليه السلام لما افتُتن سقط الخاتم من يده وكان فيه ملكه فأخذه سليمان فأعاده إلى يده، فسقط من يده فلما رآه سليمان عليه السلام لا يثبت في يده أيقن بالفتنة، وأن أصف قال لسليمان عليه السلام: إنك مفتون بذنبك والخاتم لا يتماسك في يدك أربعة عشر يومًا فَفِرّ إلى الله تائبًا من ذنبك، وأنا أقوم مقامك وأسير في عالمك وأهل بيتك بسيرتك إلى أن يتوب الله عليك ويردك إلى ملكك. ففر سليمان


(١) في (أ)، (ب) بطونهما ... يغسلهما.
(٢) في (أ): أحدهما وفي (ب): إحداها.
(٣) في (م)، (أ): أمره.
(٤) سبق التعليق عليه.
(٥) كل هذِه الروايات وما يدور في قصة سليمان ليس فيه ما يعتمد عليه لا من حيث النقل ولا من حيث العقل بل هو مما يجزم بكذبه، إلا ما ورد من طوفان سليمان على نسائه من أجل الولد، وسيأتي الكلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>