للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل واحدة تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون" (١)، فذلك قوله عَز وَجلّ {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}.

قال مقاتل: فتن سليمان عليه السلام بعد مُلكِ عشرين سنة (٢).

{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} أي: شيطانًا عن أكثر المفسرين (٣) واختلفوا في اسمه:

فقال مقاتل وقتادة: اسمه صخر بن عمير بن عمرو بن شرحبيل، وهو الذي دلّ سليمان عليه السلام على الألماس (حين أُمِر ببناء بيت المقدس، وقيل له: لا يُسْمَعَن فيه صوتُ نحْتِه فأخذوا الألماس (٤) فجعلوا يقطعون به الحجارة والجواهر ولا يُصوّت، وكان سليمان


(١) [٢٤٦٣] الحكم على الإسناد:
فيه: عبد الله بن حامد، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وبقية السند حسن.
التخريج:
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهاد (٢٨١٩) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الاستثناء (١٦٥٤).
(٢) انظر: "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٩٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ١٩٨، "إرشاد العقل السليم" لأبي السعود ٧/ ٢٢٨.
(٣) ذكرت سابقًا أن الصحيح عند المحققين أن المراد بالجسد هو ابن سليمان الذي ولد ناقص الخِلقة، وليس شيطانًا. والله أعلم.
(٤) ما بين القوسين سقط من (م)، وفي (ب) (حديد) بدل (نحته).

<<  <  ج: ص:  >  >>