للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليوم أيضًا ملكه، ونظيرها قوله {مَالِكِ يَوْمٍ الدِّيِنِ} (١) و {لِمَنِ الْمُلَكُ الْيَوْمِ} (٢).

قال الأخفش: هذا كما يقال: خراسان (٣) في قبض فلان ليس إنها في كفه، وإنما معناه إنها ملكه (٤).


(١) الفاتحة: ٤.
(٢) غافر: ١٦.
(٣) خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق وآخر حدودها مما يلي الهند، وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو. "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٣٥٠.
(٤) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٧٤.
قلت: كلام الأخفش فيه تأويل للآية فإنه نفى أن تكون الأرض في قبضة الرحمن جلَّ وعلا وأوّلها بالملك والقدرة، وقد صحت الأحاديث الدالة على أن المراد هو ظاهر الآية الكريمة وهو مذهب السلف الصالح. ففي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ملك الناس (٧٣٨٢).
وسيذكر المصنف شيئًا من هذِه الأحاديث.
وقال ابن قيّم الجوزية في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" (٨٣) ما نصه: فصل في بيان ما اجتمعت عليه الأمة من السنن وأمور الديانة التي خلافها بدعة وضلالة - ثم قال - إن الله - سبحانه وتعالى - اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه موصوف بأن له علمًا وقدرة ... وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط وأن يديه مبسوطتان والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. . ا. هـ.
وانظر "الصواعق المرسلة" لابن القيم ١/ ٢٨٣ - ٢٨٤، ٤/ ٣٥٩، ٤٢٢، "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" لسليمان بن عبد الله (ص ٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>