للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} للطّي معان منها: الإدراج كطي القرطاس والثوب (١) بيانه قوله {يَوْمَ نَطْوِى الْسَّمَاءِ كَطَيِّ الْسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (٢).

ومنها الإخفاء كما يقال: طويت فلانًا عن الأعيُن واطوِ هذا الحديث عني، أي: استره.

ومنها الإعراض يقال طويت عن فلان، أي: أعرضت عنه (٣).

ومنها الإفناء تقول العرب طويت فلانا بسيفي، أي: أفنيته (٤).

وقرأت العامة {مَطْوِيَاتٌ} بالرفع، وقرأ عيسى بالكسر (٥) ومحلها النصب على الحال والقطع. وإنما ذكر اليمين للمبالغة في الإقتدار.

وقيل: هو بمعنى القوة (٦) كقول الشاعر:


(١) "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب (ص ٥٣٣) (طوى)، "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٨.
(٢) الأنبياء: ١٠٤.
(٣) "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٩ (طوى).
(٤) "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١٩ (طوى)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٥٣٣).
(٥) "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٥٤١، "روح المعاني" للألوسي ٢٤/ ٢٦، وهي من القراءات الشواذ.
(٦) القائل هو محمد بن يزيد، ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٦/ ١٩١.
قلت: وهذا تأويل باطل وعدولٌ عن صفة اليمين الثابتة لله تعالى، فإنه قد جاءت الآيات وصحت الأحاديث بأن لله تعالى يدًا وأنها يمين وأنه تعالى يقبض ويبسط إلى غير ذلك من الصفات الثابتة له -سبحانه وتعالى- على وجه الكمال والجلال من غير ما تحريف ولا تعطيل ولا تأويل. وقد ذكرتُ بعض الأحاديث الدالة على ذلك عند =

<<  <  ج: ص:  >  >>