أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٣/ ٢٥٣ - ٢٥٤، ٢٤/ ٢٧ من طريق ابن أبي مريم به مثله. قلت: وللحديث شواهد تدل على ثبوته، فقد أخرجه الإمام مسلم في كتاب: الحيض، باب: بيان صفة منّي الرجل والمرأة (٣١٥) من حديث ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: كنت قائمًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يُصرع منها فقال لم تدفعني. فقلت: ألا تقول يا رسول الله. فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الَّذي سماه به أهله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن سمي محمد الَّذي سماني به أهلي". فقال اليهودي جئت أسألك. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أينفعك شيء إن حدثتك؟ ". قال: أسمع بأذني فنكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعود معه فقال: سَلْ. فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم في الظلمة دون الجسر". وأخرجه أيضًا ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٦/ ٤٤٠ (٧٤٢٢) والحاكم في "المستدرك" ٣/ ٥٤٨ (٦٠٣٩) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. قلت: وهذا يشهد لأول حديث المصنف. أما الجزء الثاني منه فله شاهد عند أحمد في "المسند" ٦/ ١١٦ - ١١٧ (٢٤٨٥٦) من حديث ابن عباس قال حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: "هم على جسر جهنم". قال الألباني رحمه الله: هذا إسناد صحيح. "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني ٢/ ٩٨.