للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووجه إنسان، ولكل واحد منهم أربعة أجنحة. أما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيُصعق وأما جناحان فيطير بهما، ليس لهم كلام إلا التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد (١).

وقال يزيد الرقاشي: إن لله - سبحانه وتعالى- ملائكة حول العرش يسمون المخلخلين تجري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة يميدون كأنما تنفظهم الريح من خشية الله فيقول لهم الله جل جلاله: يا ملائكتي ما الذي يخيفكم، فيقولون: يا ربنا لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليه ما أساغوا طعامًا ولا شرابًا ولا انبسطوا في فرشهم ولخرجوا (٢) إلى الصحاري يخورون كما تخور البقر (٣).

{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} وهذا تفسير لقوله تعالى {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} (٤) {رَبَّنَا} أي: ويقولون


(١) ذكر هذا كله عن وهب بن منبه أبو الشيخ في "العظمة" ٣/ ٩٥٥ - ٩٥٨، وانظر كتاب "الزهد" لابن أبي عاصم (ص ٨٢) وذكر بعضه ابن الجوزي في "الموضوعات" ١/ ١٦٧ - ١٦٨ عن وهب بن منبه عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال: هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتهم به عبد المنعم بن إدريس وقد كذبه أحمد ويحيى، وقال الدارقطني: هو وأبوه متروكان ا. هـ.
وانظر أيضًا "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي ١/ ١٨ - ١٩.
(٢) في (م): (يخرجون) والتصويب من (أ)، (ب).
(٣) لم أجده.
(٤) الشورى: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>