للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خطبته أن يحدثنا عن الدجال ويحذرنا فكان من قوله "أيها الناس إنه لم تكن فتنة في الأرض أعظم من فتنة الدجال وإن الله -عز وجل- لم يبعث نبيًا إلَّا حذره أمته، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم وإن يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج بين حِلّتين (١) بين العراق والشام فيُبعث، فيا عباد الله اثبتوا فإنه يبدأ فيقول: أنا نبي -ولا نبي بعدي- ثم يثّني فيقول: أنا ربكم، ولن تروا ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وليس ربكم بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وإن من فتنته أن معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف وليستغث بالله تعالى فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم -عليه السلام-، وإن مِن فتنته أن معه شياطين تتمثل على صورة الناس، فيأتي الأعرابي فيقول: إن بعثتُ لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم فيتمثل له شياطين على صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يُسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولن يعود لها بعد ذلك، ولا يصنع ذلك بنفس غيرها فيقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني بعثته الآن، ويزعم أن له ربًا غيري".


(١) الحِلّة: القوم النزول وفيهم كثرة. والحِلّة أيضًا: عَلَم لعدة مواضع. "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٢٩٤ (الحلة).

<<  <  ج: ص:  >  >>