للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من بني جُمَح (١)، فقال لها: "ماذا لقينا من أحْمَائِكِ (٢)؟ ".

فلمّا اطمئن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "اللَّهم إنّى أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي، وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتَجهَّمني (٣) أو إلى عدوَ ملّكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليَّ (٤) لا (٥) أُبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك [الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة] (٦) من أن ينزل بي غضبك، ويحلّ عليَّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، لا حول، ولا قوّة إلَّا بك".

فلمّا رأى ابنا (٧) ربيعة ما لقي تحرّكت له رَحِمُهُما (٨)، فَدَعَوَا غلاماً لهما نصرانيًّا، يقال له: عَدَّاس (٩)، فقالا له: خذ قِطفاً من هذا العنب


(١) بنو جُمَح: هم بطن من قريش، وهو: جُمَح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٢٩١.
(٢) الأَحْمَاءَ: كلّ من كان من قبل الزوج من أبيه أو أخيه أو عمه (قاله ابن السكيت). "المصباح المنير" ١/ ٣٤٩.
(٣) يَتَجَهَّمُني: أي يَلْقاني بالغِلْظة والوجه الكريه. "النهاية" لابن الأثير ١/ ٣٢٣.
(٤) في (م) و (ت): (عليَّ غضب).
(٥) في (م) و (ت): (فلا).
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من (ت).
(٧) في (م): (ابني).
(٨) في (م): (رحمتهما).
(٩) عَدَّاس مولى شيبة بن ربيعة، كان نصرانيا من أهل نينوى قرية من قرى الموصل، ولقي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالطائف. انظر: "تكملة الإكمال" ٤/ ١٣٦، "أسد الغابة" ١/ ٧٥٨، "الإصابة" ٢/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>