للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزهري: يكون ذلك يوم القيامة (١).

وقال بعضهم: هو ندب السجود، وعليه أثر في الجبهة من كثرة السجود (٢).

وبلغنا في بعض الأخبار أنّ الله تعالى يقول يوم القيامة: يا نار أنضجي، يا نار أحرقي، ومواضع السجود فلا تقربي.

وقال عطاء الخراساني: دخل في هذِه الآية كلّ من حافظ على الصلوات الخمس (٣).

{ذَلِكَ} الذي ذكرت {مَثَلُهُمْ} صفتهم {فِي التَّوْرَاةِ} وهاهنا تمّ الكلام (٤).


= قاله لثابت لما دخل .. انظر "حاشية الكشاف" ٥/ ٥٥٢.
(١) انظر: "زاد المسير" ٧/ ٣٤٧، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٢٩٣.
(٢) انظر: "التسهيل" لابن جزي الكلبي ٤/ ١٠١ ولم ينسبه.
(٣) ذكره: البغوي في "تفسيره" ٧/ ٣٢٤، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٢٩٤، والخازن في "تفسيره" ٤/ ١٦٢.
تعليق: يقول الطبري رحمه الله في "تفسيره" ٢٦/ ١١٢: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبرنا أن سيما هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في وجوههم من أثر السجود، ولم يخصّ ذلك على وقت دون وقت. وإذ كان ذلك كذلك، فذلك على كلّ الأوقات، فكان سيماهم الذي كانوا يعرفون به في الدنيا أثر الإسلام، وذلك خشوعه وهديه وزهده وسمته، وآثار أداء فرائضه وتطوّعِه، وفي الآخرة ما أخبر أنهم يعرفون به، وذلك الغرّة في الوجه والتحجيل في الأيدي والأرجل من أثر الوضوء، وبياض الوجوه من أثر السجود.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٢٤، "تفسير الخازن" ٤/ ١٦٢، "منار الهدى" للأشموني (ص ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>