للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاعلم أنَّ الإسلام الدخول في السلم، وهو الطاعة والانقياد والمتابعة، يقال: أسلم الرجل إذا هو (١) دخل في السلم، كما يقال: أشتى الرجل إذا دخل في الشتاء، وأصاف إذا دخل في الصيف، وأربع إذا دخل في الربيع، وأقحط إذا دخل في القحط (٢)، فمن الإسلام ما هو طاعة على الحقيقة باللسان والأبدان والجنان، كقوله - عَزَّ وَجَلَّ - لإبراهيم -عليه السلام- {أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ} (٣) وقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ فَمَا وَجَدْنَا فِيْهَا غَيْرَ بَيِتٍ مِنَ الْمُسْلِمْينَ (٣٦)} (٤) ومنه ما هو انقياد (٥) باللسان دون القلب، وذلك قوله: {وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} بيانه قوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (٦).


= الثناء بالأمر الباطن، دون الثناء بالأمر الظاهر.
انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ٨٠.
[٢٨١٨] الحكم على الإسناد:
فيه يونس الأيلي في روايته عن الزهري وهم قليل، وفيه أيضًا من لم أجده.
التخريج:
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل (٢٧)، من طريق أبي اليمان عن شعيب، عن الزهري بنحوه، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه (١٥٠) من طريق محمد بن عبد الله الزهري عن عمه الزهري بنحوه. فيرتقي للحسن لغيره.
(١) ليست في (ح).
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٥٠.
(٣) البقرة: ١٣١.
(٤) الذاريات: ٣٥، ٣٦.
(٥) في (ح): الانقياد.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>