للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان بارًّا بوالدته، وكان يقسم الليلة ثلاثة أثلاث (١)، يصلي ثلثًا، وينام ثلثًا، ويجلس عند رأس أمه ثلثًا، فإذا أصبح انطلق واحتطب على ظهره، فيأتي به السوق فيبيعه بما شاء الله، ثم يتصدق بثلثه ويأكل ثلثه ويعطي والدته ثلثه (٢).

فقالت له أمه (٣): إن أباك ورَّثك عجلة وذهب بها إلى غيضة كذا، واستودعها -عزَّ وجلَّ-، فانطلق إليها وادع إله إبراهيم (وإسماعيل وإسحاق) (٤) أن يردها عليك (٥)، وإنَّ من علامتها أنك إذا نظرت إليها يُخيَّل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها، وكانت تسمى المُذَهَّبَة؛ لحسنها وصفرتها وصفاء لونها.

فأتى الفتى الغيضة، فرآها ترعى، فصاح بها وقال: أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، فأقبلت تسعى حتَّى قامت بين يديه، فقبض على عنقها وقادها، فتكلمت البقرة بإذن الله، وقالت: أيها الفتى (البار بوالدتك) (٦) اركبني فإن ذلك أهون عليك، فقال الفتى: إن أمي لم تأمرني بذلك، ولكن قالت: خذ بعنقها،


(١) في (ت): أثلاثًا.
(٢) في باقي النسخ: ثلثًا.
(٣) في (ج)، (ش)، (ت): زيادة: يومًا.
(٤) في (ش)، (ف)، (ت): وإسحاق ويعقوب.
(٥) في (ت): إليك.
(٦) في (ت): البرُّ بوالدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>