للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهذا (١)، فبينا الفتى (٢) كذلك إذ طار طائر من بين يدي البقرة (٣) ونفرت البقرة هاربة في الفلاة، وغاب الراعي، فدعاها الفتى باسم إله إبراهيم فرجعت البقرة إليه، وقالت: أيها الفتى البار بوالدته ألم تر إلى الطائر الَّذي طار؟ إنه إبليس عدو الله اختلسني، أما إنه (٤) لو ركبني لما قدرت على أبدًا، فلما دعوت إله إبراهيم جاء ملك فانتزعني من يد إبليس وردني إليك؛ لبرك بوالدتك وطاعتك لها.

فجاء بها الفتى إلى أمه، فقالت له (٥): إنك فقير لا مال لك ويشق عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل، فانطلق فبع هذِه البقرة وخذ ثمنها، قال: بكم أبيعها (٦)، فقالت: بثلاثة دنانير ولا تبعها بغير رضاي ومشورتي، وكان ثمن البقر (٧) في ذلك الوقت ثلاثة دنانير.

فانطلق بها الفتى إلى السوق، فبعث الله -عزَّ وجلَّ- ملكًا ليُري خلقه قدرته، وليختبر الفتى كيف بره (٨) بوالدته، وكان الله به خبيرًا، فقال له الملك: بكم تبيع هذِه البقرة؟ فقال: بثلاثة دنانير وأشترط عليك


(١) في (ت): بذلك.
(٢) ساقطة من (ش)، (ف).
(٣) في (ش)، (ف)، (ت): الفتى.
(٤) في (ت): والله.
(٥) في (ش)، (ف): زيادة: أمه.
(٦) في (ش)، (ت): أبيع.
(٧) في (ت): البقرة.
(٨) في (ت): وليختبر كيف بر الفتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>