للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وقيل: إنَّ أوَّل ما ذكر في الكلام الإنسان، ثم خاطب الجان معه، ولأنه قال: (الأنام) والأنام هم الجن والإنس) (١) (٢).

وأما الحكمة في تكرار قوله: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٣)} فقال القتيبي: إنَّ الله تعالى عدَّد في هذِه السورة نعماءه، وذكَّر خلقه ألاءه، ثم أتبع ذكر كل خلَّة وصفها ونعمة وصفها بهذِه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتَيْن لينبههم على النعم، ويقررهم بها، وهو كقولك لرجل أحسنت إليه، وتابعت عليه بالأيادي وهو في ذلك ينكرك ويكفرك: ألم تكن فقيرًا فأغنيتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم تكن عريانًا فكسوتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم أحملك وأنت راجل؟ أفتنكر هذا؟ ألم تكن خاملًا فعززتك؟ أفتنكر هذا؟ ألم تكن صرورة (٣) فحججت بك؟ أفتنكر هذا؟ والتكرار سائغ في كلام العرب، حسنٌ في مثل هذا الموضع (٤)، قال الشَّاعر:

ألمم بسكوته (٥) ألمم ألمم (٦)


(١) ما بين القوسين ساقط من (ح).
(٢) ينظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٢٢٨)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٠٩.
(٣) صرورة: أي لم يحج قط، أصله من الصر الحبس والمنع، "اللسان" (صرر) ٤/ ٤٥٣.
(٤) "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٢٣٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٤٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١١١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٥٩، "أمالي المرتضي" ١/ ١٢٣.
(٥) في (ح): (بلومه).
(٦) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>