للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعنه أيضًا قال: بطائنها من استبرق، وظواهرها من نور جامد (١) قال الحسن: البطائن هي: الظواهر (٢) (٣).

وقال الفراء: أراد بالبطائن الظواهر (٤)، قال المؤرج: هو بلغة القبط، قال: وقد تكون البطانة ظاهرة والظاهرة بطانة لأن كل واحد منهما يكون وجهًا، تقول العرب: هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء لظاهرها الذي تراه (٥). وأنكر ابن قتيبة وغيره هذا، وقالوا: لا يكون هذا إلاَّ في ذي الوجهين المتساويين، إذا ولي كل واحد منهما قوم كالحائط بينك وبين قوم، وعلى ذلك أمر السماء (٦).

قال القتيبي: هذا من عجيب التفسير، وكيف يكون البطانة ظهارة، والظهارة بطانة؟ والبطانة ما بطن من الثوب وكل من شأن الناس إخفاؤه، والظهارة ما ظهر منه، ومن شأن الناس إبداؤه، وهل يجوز لأحد أن يقول لوجه مصلًّى هذا بطانته، ولما ولي


(١) ينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٧٩.
(٢) ينظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٧٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٩٥.
(٣) القول ساقط من (ح).
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١١٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٧٩، ونسبه الفراء، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ١٩٥، "اللسان" ونسبه للفراء (بطن) ٥٦/ ١٣.
(٥) أورده ابن منظور في "اللسان" ولم ينسبه، (بطن) ١٣/ ٥٦.
(٦) ينظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٨٠، "اللسان" (بطن) ١٣/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>