كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٥٧ - سورة الحديد - ٢٣ - ج: 26 - ص: 87

فَاتَكُمْ} مردود على {مَا} فكذلك في هذا، ألا تراه قال: {فَاتَكُمْ} ولم يقل أفاتكم (١).

وقال عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ليس أحد إلاَّ وهو يفرح ويحزن فاجعلوا الفَرح شكرًا والحزن صبرًا (٢).

{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على الناس (٣).

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه قال: لأن أجلس على جمَرةٍ أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت، أحب إليَّ من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أولشيءلم يكن ليته كان (٤).

وقال جعفر الصادق بن محمد رحمه الله: يا ابن آدم تأسى وتأسف على مفقود لا يردّه إليك الفوت وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت (٥).

---

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٥٣ عن ابن عباس، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٠ عن عكرمة، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨.
(٣) انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٢٥.
(٤) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير (٩/ ٢٣٩) (٩١٧١) بمعناه، وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٢٢٣ بمعناه، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" ١/ ٣١ (١٢٢) بمثله، وأخرجه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" ٤/ ٦٦٧ (١٢١٧)، بمعناه. جميعهم من حديث عبد الله بن مسعود.
وانظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي ٧/ ٢٥٧.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٨.