للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي، لعل الله يطهر بها قلبه؟ فأفضل له، فأتى بها أباه، فقال عبد الله أبوه: ما هذا؟ قال: هي فضلة من شراب النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - جئتك بها لتشربها، لعلَّ الله يطهر قلبك بها، فقال أبوه لعنه الله: فهلا جئتني ببولِ أُمِّك، فإنَّه أطهر منه، فغضب عبد الله - رضي الله عنه - فرجع إلى النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، وقال: يا رسول الله: بالله ألا أذنت لي في قتل أبي؟ فقال النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "بل ترفق به وتحسن إليه" (١).

وقال ابن جريج: حُدِّثت أنَّ أبا قحافة سَبَّ (٢) النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - فصكَّه أبو بكر - رضي الله عنه - صكَّة خير منها على وجهه، ثم أتى النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - فذكر له ذلكم، فقال: "أوَفَعَلْتَه؟ " قال: نعم، قال: "فلا تعد إليه"، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: والذي بعثك بالحق لو كان السيف مني قريبًا لقتلته، فأنزل الله -عز وجل- هذِه الآية (٣).

وروى مقاتل الهمداني عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في هذِه الآية


(١) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٣٠٧.
(٢) كتب في هامش الأصل عند هذِه الكلمة: يعني في حال كفره ألا وهو قد أسلم وكان من الصّحابة، لمحرره.
(٣) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٩٧، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٤٣٤)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٣٠٧، وقال الحافظ ابن حجر في "الكاف الشاف" ٤/ ١٦٦: نقله الثعلبي عن ابن جريج قال: حدثت أنَّ أبا قحافة اهـ.
فعلى هذا يكون الحديث منقطعًا، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" وعزاه لابن المنذر ٦/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>