للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمر: فإنِّي أشهد أنَّ من كان عدوًّا لجبريل فهو عدو لميكائيل، ومن كان عدوًّا لميكائيل فهو عدوٌّ لجبريل، ومن كان عدوًّا لهما فإنَّ الله عز وجل عدوٌّ له. ثم رجع عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد جبريل قد سبقه بالوحي، فقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذِه الآيات، وقال: "لقد وافقك ربك يا عمر" فقال عمر - رضي الله عنه -: لقد رأيتني في دين الله بعد ذلك أصلب من الحجر (١).

قال الله تعالى تصديقًا لقول عمر: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}.

وفي {وَجِبْرِيلَ} سبعُ قراءات (٢):

(جَبْرَئيلَ) مهموز مُشبَع مفتوح الجيم والراء. وهي (٣) قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر وخلف، واختيار أبي عبيد. وقال: رأيتُ في


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٣٣ - ٤٣٤ عن قتادة والسدي بنحوه. وأخرجه سفيان بن عيينة عن عكرمة، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ١٧٤ - ١٧٥ وليس في تفسيره المطبوع.
وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٤ - ١٢٥. وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص ٣٢ - ٣٣)، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٥٠٦.
قال الطبري: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعًا على أنَّ هذِه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أن جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك. . . "جامع البيان" ١/ ٤٣١.
وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٨٨.
(٢) في (ج): لغات.
(٣) في (ش): وهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>