للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صحيحة قد ذهب شيطانها، قالوا: ومن هو؟ قال برصيصا اذهبوا بها إليه، قالوا: لا يجيبنا إلى هذا هو أعظم شأنًا من ذلك قال: انطلقوا فابتنوا صومعة إلى جانب صومعته (١) حتى تشرفوا عليه، فإن قبلها وإلَّا تضعوها في صومعتها، ثم قولوا له: هي أمانة عندك فاحتسب فيها، قال: فانطلقوا إليه فسألوه ذلك فأبى عليهم، فبنوا صومعة على ما أمرهم الأبيض ووضعوا الجارية في صومعتها، فقالوا: يا برصيصا هذِه أختنا قد عرض لها عدو من أعداء الله، وهي أمانة عندك فاحتسب فيها (٢)، ثم انصرفوا فلما انفتل برصيصا عن صلاته عاين تلك الجارية وما بها من الجمال فسقط في يده ودخل عليه أمر عظيم، فجاءها الشيطان فخنقها فلما رأى برصيصا ذلك انفتل عن صلاته، فدعا بتلك الدعوات فذهب عنها الشيطان، فأقبل على صلاته، فجاءها الشيطان فخنقها، وكان يكشف عنها ويتعرض بها لبرصيصا، وجاء الشيطان، فقال: ويحك واقعها فلا تجد مثلها فتتوب وبعد فتنتك فتدرك بما تريد من الأمر الذي تريد، فلم يزل به حتى واقعها فافترشها فلم يزل على ذلك يأتيها حتى حملت وظهر حملها، فقال له الشيطان: ويحك (٣) قد افتضحت، فهل لك أن تقتل هذِه ثم تتوب فلا تفتضح؟ فإن جاؤوك وسألوك، فقل: جاء شيطانها فذهب بها ولم أقو عليه، ففعل وقتلها برصيصا ثم أنطلق


(١) في الأصل: صومته. والتصويب من (م).
(٢) في (م): فاحتسبها.
(٣) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>