للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمجنون، قال: برصيصا إني أكره (١) هذِه المنزلة، لأنَّ لي في نفسي شغلًا، وإني أخاف إن أعلم بهذا الناس فيشغلوني عن العبادة، فلم يزل به الأبيض حتى علَّمه ثم انطلق حتى أتى إبليس اللعين، فقال: قد والله أهلكت الرجل، فانطلق الأبيض فتعرض لرجل فخنقه، ثم جاءه في صورة رجل يتطبب، فقال لأهله: إنَّ بصاحبكم جنونًا أفأعالجه؟ قالوا: نعم، فقال لهم: إني لا أقوى على جنيه، ولكني سأرشدكم إلى من يدعو الله تعالى له فيعافى، فقالوا له: دلنا (٢) قال: انطلقوا واذهبوا به إلى برصيصا، فإنَّ عنده اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. فانطلقوا به فسألوه ذلك، فقال: نعم. فدعا بتلك الكلمات فذهب عنه الشيطان ثم جعل الأبيض يفعل بالناس مثل هذا الذي فعل بالرجل، ثم يرشدهم إلى برصيصا يدعو لهم فيعافون، فانطلق الأبيض إلى جارية من بنات الملوك بين ثلاثة إخوة، فتعرض لها وكان أبوهم ملكًا، فمات فاستخلف أخاه، وكان عمها ملكا في بني إسرائيل، فعذبها وخنقها ثم جاء إليهم في صورة رجل متطبب فقال لهم: أعالجها؟ قالوا: نعم، فعالجها، فقال: إنَّ الذي عرض لها شيطان مارد لا يطاق، ولكن سأرشدكم إلى رجل تثقون به تدعونها عنده، فإذا جاء شيطانها دعا لها حتى تعلموا أنَّها قد عوفيت وتردونها


(١) في الأصل: أكن. والتصويب من (م).
(٢) في الأصل: كلنا. والتصويب من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>