ابن مالك -رضي الله عنه- قال: أبطأ علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فلما خرج قلنا له: احتبست؟ قال: "ذاك أنَّ جبريل -عليه السلام- أتاني بهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: إنَّ هذِه يوم الجمعة فيها خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطؤوها وهداكم الله سبحانه لها. فقلت: يا جبريل ما هذِه النكتة السوداء؟ قال: هذِه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلاَّ أعطاه إياه وادَّخر له مثله يوم القيامة أو صرف عنه من السوء مثله، وإنَّه خير الأيام عند الله، وإنَّ أهل الجنة يسمونه يوم المزيد، فقال: يا جبريل وما يوم المزيد؟ قال: إنَّ في الجنة واديًا أفيح تربته مسك أذفر أبيض ينزل الله تبارك وتعالى إليه كل جمعةٍ فيضع كرسيه فيه، ثم يُجاء بمنابر من نور فتوضع خلفَه فتحف به الملائكة ثم تجاء بكراسي من ذهب فتوضع، ثم يجاء بالنبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين وأهل الغرف فيجلسون، ثم تبسَّم الله تبارك وتعالى، فيقول: أي عبادي سلوا، فيقولون نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيت عنكم وبرضواني أحللتكم دار كرامتي فاسألوا، فيسألون مناهم فيعطيهم الله ما سألوا وأضعافًا، ويعطيهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول: ألم أنجزكم وعدي وأتمم عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي، ثم إنَّه يكشف الحجب ويتجلى لهم تعالى فيرونه فينسون كل لذة في محل رؤيته ويجللهم من النور والضياء فيخرون سجدًا، فيقول الله تبارك وتعالى: ارفعوا رؤوسكم