للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن وأبو مالك: أصاب أهل المدينة جوعٌ وغَلاء سِعْرٍ فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة زيت من الشام، وكان إذا قدم قدم بكل ما يحتاج إليه البُرُّ وغيره، فضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فلما رأى الناس قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه، فلم يبق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلَّا رهط منهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فنزلت هذِه الآية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمَّد بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارًا" (١).

وقال المقاتلان: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة بن مرة الكلبي -رضي الله عنهم- ثم أحد بني الخزرج (٢) ثم أحد بني زيد بن مناة بن عامر (٣) من الشام بتجارة، وكان إذا قدم لم يبق


(١) وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٠٤، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٤٩) (٨٢٠)، كلاهما من طريق عبثر عن حصين به بنحوه.
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٠٤، ونسبه للحسن، وأبو يعلى في "المسند" ٣/ ٤٦٨ (١٩٧٩)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٥/ ٢٩٩ (٦٨٧٧) من حديث جابر بنحوه.
انظر: "أسباب النزول" للواحدي (٤٤٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ١٢٤.
(٢) بنو الخزرج: بطن من مزيقياء من الأزد غلب عليهم اسم أبيهم، فقيل لهم: الخزرج.
انظر: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي (ص ٥٢).
(٣) بنو زيد مناة: بطن من مزيقياء من القحطانية.
انظر: "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" للقلقشندي (ص ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>