للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الكلبي: قال الله تعالى لهم: اختاروا ثلاثة (فاختاروا عزًّا (١) وهو هاروت، وعزايا وهو ماروت -وغُيِّر اسمهما لمَّا قارفا الذنب، كما غُيِّر اسم إبليس- وعزائيل، فركَّب الله عز وجل فيهم الشهوة التي ركَّبها في بني آدم، وأهبطهم إلى الأرض وأمرهم أنْ يحكموا بين الناس، ونهاهم عن الشرك والقتل بغير حق والزنا وشرب الخمر، فأمَّا عزائيل فإنه لما وقعت الشهوة في قلبه استقال ربَّه وسأله أن يرفعه إلى السماء، فأقاله ورفعه، فسجد أربعين سنة، ثم رفع رأسه ولم يزل بعد) (٢) ذلك مطأطئًا رأسه حياءً من الله تعالى. وأما الآخران: فإنَّهما ثبتا على ذلك، وكانا يقضيان بين الناس يومهما، فإذا أمسيا ذكرا اسم الله الأعظم وصعدا إلى السماء.

قال قتادة: فما مرَّ عليهما أشهر (٣) حتى افتتنا.

قالوا جميعًا: وذلك أنه اختصم إليهما ذات يوم الزُّهْرة، وكانت من أجمل النساء. قال على - رضي الله عنه -: وكانت من أهل فارس (٤)، وكانت


(١) في (ت): عزايل. وهو تحريف.
(٢) ما بين القوسين طمس معظمه في (س)، وأثبت من النسخ الأخرى.
(٣) في (ج): شهر.
(٤) فارس: ولاية واسعة وإقليم فسيح أول حدودها من جهة العراق أزجان ومن جهة كرمان السيرجان، ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران. قال أبو على في "القصريات": فارس اسم البلد، وقيل: سميت بفارس بن علم بن سام بن نوح عليه السلام، وأما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء بن الحضرمي عامل أبي بكر على البحرين وجه عرفجة بن هرثمة البارقي في البحر فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيرة مما يلي فارس، واكتمل فتح فارس كلها في أيام عثمان بن عفان.
انظر: "معجم البلدان"، لياقوت ٤/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>