للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنَّ الملائكة رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بني آدم الخبيثة وذنوبهم الكثيرة، وذلك في زمن إدريس، فعيَّروهم بذلك ودعَتْ عليهم، وقالوا: هؤلاء الذين جعلتهم في الأرض واخترتَهم فهم يعصونك! قال الله عز وجل لهم: لو أنزلتكم إلى (١) الأرض، وركَّبت فيكم ما ركَّبتُ فيهم لارتكبتم ما ارتكبوا. فقالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نعصيك، قال الله تعالى: فاختاروا ملَكين من خياركم أُهبطهما إلى الأرض، فاختاروا هاروت وماروت وكانا من أصلح الملائكة وأعبدهم.


= على "مسند أحمد" ٩/ ٢٩ - ٣٣ (٦١٧٨).
وهناك قول آخر في قصة هاروت وماروت: حيث ذهب ابن حجر العسقلاني وجلال الدين السيوطي إلى أنَّ هذِه القصة ثابتة، وذلك لكثرة رواياتها، وتعدد طرقها، وقوة مخارج أكثرها.
وقد ساق ابن حجر روايات هذِه القصة، والحكم على كل رواية بما رآه صوابًا، ثم ردَّ على من طعن في هذِه القصة، وفي نهاية المطاف قال: وأقول: في طرق هذِه القصَّة القوي والضعيف، ولا سبيل إلى ردِّ الجميع، فإنَّه ينادي على مَنْ أطلقه بقلة الاطلاع والإقدام على رد ما لا يعلمه، لكن الأولى أن ينظر إلى ما اختلف فيه بالزيادة والنقص، فيؤخذ بما اجتمعت عليه، ويُؤخذ من المختلف ما قوي، ويُطرح ما ضعف، أو ما اضطرب، فإن الاضطراب إذا بَعُد به الجمع بين المختلف ولم يترجَّح شيءٌ منه التحق بالضعيف المردود. والله المستعان.
"العجاب في بيان الأسباب" لابن حجر ١/ ٣٤٣.
وانظر: "القول المُسدَّد في الذَّبِّ عن مسند أحمد" "ص ٤٨" لابن حجر، "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي ١/ ١٥٩، "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا" للسيوطي أيضًا ٤/ ٢٣١.
(١) في (ت): في.

<<  <  ج: ص:  >  >>