للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد ضعَّف كثير من العلماء والمفسرين هذِه القصة، ومن أجود ما قيل في ذلك ما قاله ابن كثير؛ حيث قال: وقد رُوي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع ابن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصَّها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل؛ إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال. "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٥٣٢.
وانظر كذلك: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٨٧، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٣٠، "مفاتيح الغيب" للرازي ٣/ ٢١٩ - ٢٢٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٤٦، "أنوار التنزيل" للبيضاوي ١/ ١٧٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٩٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٩٨ وغيرهم، حيث ضعَّفوا هذِه القصة.
وأقوى ما تُضَعَّف به هذِه القصة أمران:
الأول: أنَّه لا يثبت فيها شيء مرفوع -كما قال ابن كثير-، وأما الموقوف فهو وإن قوي أسانيد بعضه إلا أن العلماء بيَّنوا أن هذِه الموقوفات قد قيلت حكايةً عن بني إسرائيل، وتحديثًا عنهم. ولذلك قال ابن كثير -بعد أن ذكر مرويات القصة-: . . فهذا أظنه من وضع الإسرائليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٥٣٢.
الثاني: أنَّ في القصة قدحًا في عصمة الملائكة عليهم السلام الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
انظر: "الشفاء" للقاضي عياض بشرح القاري ٢/ ٣١٨، "الفِصَل في الملل والأهواء والنحل" لابن حزم ٣/ ٣٠٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٩٨، "الإسرائيليات والموضوعات" لأبي زهرة (ص ١٥٩ - ١٦٦)، حاشية أحمد شاكر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>