للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قُديد إلى الساحل، فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقُتل من قُتل منهم، ونفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبناءهم ونساءهم وأموالهم، فأفاءها عليه (١).

وقد أُصيب رجلٌ من المسلمين من بني كليب (٢) بن عوف بن عامر


= "معجم ما استعجم" للبكري (ص ١٢٢٠)، "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ١١٨.
(١) هذا الخبر أخرجه ابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٣٠٢، ومن طريقه خليفة ابن خياط في "تاريخه" (ص ٨٠)، والطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١١٥، قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان، كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق فذكره.
وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح، وابن إسحاق مدلس وقد صرح بالتحديث، غير أنه مرسل وفيه إثبات القتال بين الصفين. وهو معارض بما أخرجه البخاري كتاب العتق باب من ملك من العرب رقيقا (٢٥٤١)، ومسلم كتاب الجهاد والسير، باب جواز الإغارة على الكفار في الجهاد (١٧٣٠) وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر قال: أغار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقي على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية. وما في الصحيح أولى. ولذا قال العلامة ابن القيم في "زاد المعاد" ٣/ ٢٥٧ بعدما ساق الخبر المذكور: وهو وهم، فإنه لم يكن بينهم قتال، وإنما أغار عليهم على الماء، فسبى ذراريهم، وأموالهم، كما في الصحيح.
قلت: فتحصل: أن وجود القتل والسبي مقطوع به. أما الاقتتال فلا.
وكثير مما سيذكره المصنف في السورة من هذا الطريق، ولذا سأحيل عليه في الاتفاق والاختلاف. وقد أشار الحافظ ابن حجر في "الكاف الشاف" (ص ١٧٢) إلى أن المصنف والواحدي قد عزياه لأصحاب السير.
(٢) كذا. وجاء كذلك في "الإصابة" لابن حجر ٦/ ٢٨٥. ولكن في عامة الكتب: كلب، وهو الصواب كما سيأتي.
وبنو كلب ينتسبون إلى كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن لبانة =

<<  <  ج: ص:  >  >>