للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء أبوه عبد الله بن أُبي قال: وراءك. قال: مالك؟ ويلك. قال: والله ما تدخلها أبدًا إلا بإذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولتعلمن اليوم من الأعز من الأذل، فشكا عبد الله إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما فعل (١) ابنه، فأرسل إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن خل عنه يدخل، فقال: أما إذا جاء أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فنعم، فدخل ولم يلبث إلا أيامًا قلائل حتى اشتكى ومات (٢).


(١) كذا. وكتب الناسخ فوقها: صنع.
(٢) هذا الموقف أخرجه عبد بن حميد عن محمد بن سيرين مرسلًا كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٣٩ - ٣٤٠.
وأخرجه عبد بن حميد أيضًا عن عكرمة مرسلًا كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٣٩، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٤/ ١٤، عن عكرمة، وابن زيد.
والترمذي في التفسير (٣٣١٥)، والحميدي في "المسند" ٢/ ٥٢٠ مختصرًا، وهو في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٣٩.
وأخرجه الطبراني عن أسامة بن زيد من وجه آخر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٣٩.
وابن المنذر عن ابن جريج كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٣٩.
وقد مر قريبًا موقف آخر له مع أبيه عندما طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقتل أباه.
وفي هذين الموقفين: تتجلى عظمة عقيدة الإسلام الخالدة، وكيف يكون أثرها في النفوس فالعرب قبل الإسلام كانوا يتداعون من مكان بعيد فيما بينهم حمية وعصبية للقبيلة والعشيرة وفي سنوات معدودة تصهر هذِه العقيدة تلك الروابط الأرضية، فيصبح مراد الله تعالى مقدما في نفوس أهل الإسلام من الصحابة الكرام على ما تهواه نفوسهم، ولم يكن موقف عبد الله -رضي الله عنه- هذا بدعا من المواقف.
فهذا أبو عبيدة يقتل أباه يوم بدر، وهذا أبو بكر الصديق هم بقتل ابنه عبد الرحمن، وهذا مصعب بن عمير يقتل أخاه عبيد بن عمير، وهذا عمر يقتل قريبًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>