للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال (عبد الله) (١) بن رافع: لما نزلت: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حسبنا الله إذا، توكلنا عليه، فنحن نرسل ما كان لنا ولا نحفظه فأنزل الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}. يعني: فيكم وعليكم (٢).

{قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} حَدًّا وأجلًا ينتهي إليه (٣).

قال مسروق في هذِه الآية: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} توكل عليه أو لم يتوكل عليه، غير أن المتوكل عليه يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرًا (٤).

قال الربيع: إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه، ومن آمن به هداه، ومن أقرضه جازاه، ومن وثق به أنجاه، ومن دعاه أجاب له (٥).

وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (٦)،


(١) في الأصل، (ت): عبد الرحمن، والمثبت من كتب الرجال. وهو: عبد الله بن رافع المخزومي مولى أمسلمة.
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٦ أو فيه: عبد الله بن رافع.
(٣) "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٣٢، ونسبه لمسروق، والأخفش، وقطرب. وقول مسروق المشار إليه سيذكره المصنف بعد هذا.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٣٨ من طريق الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع به بإسناده صحيح.
وذكره أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ٤٥١، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٥٢.
(٥) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٦٢. والربيع وابن خثيم.
(٦) التغابن: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>