للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُوقِد عليها ألف عام حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها (١)، والذي بعثك بالحق لو أنَّ ثوبًا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعًا، ولو أنَّ ذنوبًا من شرابها صُبَّ في ماء الأرض جميعًا لقتَل من ذاقَهُ، ولو أنَّ ذراعًا من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض جميعًا لذابت وما اشتعلتْ، ولو أنَّ رجلًا دخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتنِ ريحه، وتشويه خَلْقِهِ، وعظمِه. فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبكى جبريل لبكائه، وقال: أتبكي يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، فقال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا، ولمَ بكيتَ يا جبريل وأنت الروح الأمين، أمين الله على وحيه؟ " قال: أخاف أن أُبتلى بما (٢) ابتُلي به هاروت وماروت، فهو الذي منعني عن اتكالي على منزلتي عند ربي فأكون قد أمنت مكره، فلم يزالا يبكيان حتى نُوديا من السماء أنْ يا جبريل ويا محمد إنَّ الله عز وجل قد أمَّنكما أن تعصياه فيعذبكما، ففضل محمد - صلى الله عليه وسلم - على (٣) الأنبياء، كفضل جبريل عليه السلام على ملائكة السماء (٤).


(١) في (ت): لايضيء لهبها ولا يطفأ لهيبها.
(٢) في (ت): كما.
(٣) بعدها في (ت): سائر.
(٤) [٢٨٨] الحكم على الإسناد:
ضعيف؛ لانقطاعه، ولأن محمد بن مصعب قد ضعَّفه العلماء في الأوزاعي، والله أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>