للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله نساءك؟

فرفع رأسه إلى، وقال: "لا" قلت: الله أكبر.

ثم ذكر له ما قال لامرأته، وما قالت له أي امرأته (١).

فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، قد دخلت على حفصة، وذكرت له ما قلت لها، فتبسم أخرى.

فقلت: أستأنس يا رسول الله؟ (٢)

قال: "نعم". فجلست، فرفعت رأسي في البيت، فوالله ما وجدت شيئًا يردُّ البصر إلا أهبا (٣) ثلاثة.

فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله تعالى، فاستوى جالسًا، ثم قال: "أفي شك أذت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهُم في الحياة الدنيا". فقلت: استغفر لي يا رسول الله.

وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرًا (٤) من شدة موجدته عليهن،


(١) جملة معترضة للاختصار، وكأنها من قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، أو أحد الرواة من بعده والله أعلم.
(٢) المراد الاستفهام ومعناه: أنبسط في الحديث، فاستأذن في ذلك، لقرينة الحال التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٨.
(٣) في الأصل: أهب، والجادة من أثبت، والأهب: جمع الإهاب: الجلد قبل الدباغ في قوله الأكثر، وقيل: الجلد مطلقًا. "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٣) (أهب)، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٢٨٨.
(٤) قال ابن حجر في "فتح الباري" ٩/ ٢٩٠: ومن اللطائف أن الحكمة في الشهر، مع أن مشروعية الهجر ثلاثة أيام، أن عدتهن كانت تسعة، فإذا ضربت في ثلاثة كانت =

<<  <  ج: ص:  >  >>