للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليَّ امرأةٌ من أهل دُومة الجندل (١) جاءت تبتغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لتسأله (٢) عن شيء دخَلَتْ فيه من أمر السحر ولم تعمل به. قالت عائشة لعروة: يا ابن أختي، فرأيتها تبكي حين لم تجدْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت تبكي حتى إنِّي لأرحمُها، تقول: إنِّي أخاف (٣) أن أكون هلكتُ (٤). قالت: كان لي زوج فغاب عنِّي، فدخلت عليَّ عجوزٌ، فشكوتُ ذلك (٥) إليها، فقالت: إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيكِ. فلما كان الليل جاءتني بكبشين أسودين، فركبتُ أحدهما، وركِبَتِ الآخر، فلم يكن كثيرٌ حتى وقفنا (٦) ببابل، فإذا برجلين معلَّقين بأرجلهما، فقالا: ما جاء بكِ؟ قلت: أتعلم السحر. قالا: إنَّما نحنُ فتنةٌ فلا تكفري، وارجعي، فأبيتُ، فقلت: لا. قالا: فاذهبي إلى ذلك التنُّور فبُولي فيه، فذهبت، ففزعتُ فلم أفعل، فرجعتُ إليهما، فقالا: فعلتِ؟ قلت: نعم، قالا: هل رأيتِ شيئًا؟ قلت: (لم أر) (٧)


(١) دومة الجندل: مدينة تقع في شمال المملكة العربية السعودية، وتتبع منطقة الجوف، ولا تزال تُعرف بهذا الاسم، وهي منطقة تاريخية قديمة، وسمِّيت بذلك نسبةً لدومان بن إسماعيل -عليه السلام-، وفتحها خالد بن الوليد سنة تسع، وكان ملكها نصرانيًّا، فصالحه على الجزية.
"معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٥٦٤، "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٤٨٧.
(٢) في النسخ الأخرى: حداثة ذلك تسأله.
(٣) في (ج): لأخاف.
(٤) قبلها في (ت): قد.
(٥) في (ج): ذاك.
(٦) في (ج): وقعنا.
(٧) في (ت): ما رأيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>