للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال سفيان الثوري: علامة التوبة النصوح أربع (١): القلة، والعلة، والذلة، والغربة (٢).

وقال فضيل بن عياض: هي أن يكون الذنب نصب عينه، ولا يزال كأنه ينظر إليه (٣).

وقال أبو بكر محمد بن موسى الواسطي: هي توبة لا بعقد عوض؛ لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه، ثم تاب طلبًا لرفاهيتها في الآخرة، فتوبته على حظ نفسه، لا لله (٤).

وقال أبو بكر الوراق: هي أن تضيق عليك الأرض بما رحبت، وأن تضيق عليك نفسك (٥)، كتوبة الثلاثة الذين خُلفوا (٦).


(١) كذا، وفي (ت): أربعة.
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٩٨.
(٣) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٩٨.
(٤) ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في "حقائق التفسير" (٣٤٤/ ب) ونصه: وقيل: التوبة النصوح، توبة لا بعقد عوض. وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٩٨ كما هنا.
وهذا من الكلام المنتقد على المتصوفة، فالله تعالى امتدح المؤمنين بأنهم يرجون رحمته ويخشون عذابه. فالعابد يعبد الله تعالى ويتوب إليه رغبة فيما أعد الله لعباده الصالحين، وخوفًا من ناره وأليم عقابه المعد للكافرين المعرضين.
فمن تاب من ذنوبه طمعًا فيما عند الله تعالى، وخوفاً من المؤاخذة على تلك الذنوب يوم القيامة كانت توبته خالصة لوجه الله تعالى. والله أعلم.
(٥) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٩٨.
(٦) الثلاثة الذين خلفوا هم:
كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>